تدور أحداث الرواية حول امرأة تقرر فجأة ودون مقدمات أن تُصبح نباتية، يجدها زوجها تجلس على أرضية المطبخ، تقوم بكبّ جميع أنواع اللحوم الموجودة في الثلاجة في سلة القمامة، يحاول بعدها أن يتعايش معها على ذلك النمط، وحين يجد أن التغيرات أسوأ مما توقّع يشتكيها إلى أهلها اللذين يقومون بتعقيد الأمور أكثر، وهكذا ينفصل عنها، لتعيش أولاً في شقة بمفردها، ثمّ يتم نقلها بعد ذلك إلى مستشفى الأمراض النفسية.
الرواية لا تتحدّث عن النظام الغذائي النباتي وتأثيره على جسم الإنسان وكيف يعيش النباتيون حياتهم، بل تتحدّث عن حالة مرضية لامرأة تقرر في البداية ترك أكل اللحوم وكل ما له صلة بها كالبيض والأجبان، لتصل لمستوى أعلى من ذلك وهو كره الاقتراب من زوجها لأنها تشعر أنّ ريحته نفس ريحة اللحوم، لتصل لأسوأ من ذلك وهو التوقّف تماماً عن الأكل، حيثُ تعتقد أنها شجرة، وليست بحاجة سوى إلى الماء للبقاء على قيد الحياة والنمو، وتظل بوضعية مقلوبة، منتظرة أن تنبت منها الأزهار.
إذا لم تتحدّث الرواية عن حياة النباتيين فعن ماذا تحدّثت؟
أعتقد أنّ الرواية تتحدّث عن مدى وحشية المجتمعات الشرقية ضد الفرد الذي يقرر تغيير نمط حياته إلى نمط حياة غير معتاد، ورُبّما تحاول الرواية إيصالنا إلى درس واحد مفاده: أنّ الإنسان مخلوق أناني بطبعه، ولا يهم كل فرد من أيّ فرد آخر سوى مصالحه، فإذا اختفت مصالحه اختفت العلاقة.
أعجبني في الرواية طريقة تنقلها بين الأحداث الماضية والحاضرة، حيث كانت الروائية “هان كانغ” وهي روائية حاصلة على جائزة نوبل للآداب ٢٠٢٤، تتجاوز بعض الأحداث إلى الأحداث التي تليها، ثمّ تعود فيما بعد إلى الأحداث التي تجاوزتها.
ما شدني لمتابعة الرواية هو الفضول، فقد كنت متشوقة جداً لمعرفة ما تريد الروائية قوله من خلف السطور، على الرغم من أن أسلوب الروائية كان عادي جداً ولا جديد به، أو ربما الترجمة قد ظلمته -لا أعلم-، وربما أسهبت في تقديم التفسيرات في بعض المشاهد التي لم يكن هُناك داعٍ لتفسيرها حيثُ أنّها واضحة.